تختلف تجارب سكنر وبحوثه عن الممارسات المعاصرة في البحوث السيكولوجية من عدة وجوه نجملها فيما يأتي :
1) يركز سكنر في تجاربه على دراسة أبسط الوقائع السلوكية .
2) يصر على أن يضبط الظروف التجريبية ضبطا آلياً .
3) يسجل استجابات المفحوصين تسجيلا آليا .
4) يقوم بدراسة مكثفة لحالة واحدة بدلا من دراسة مجموعات من الأفراد .
ولنأخذ مثالا بسيطا جدا ولكنه يوضح تعديل السلوك وهو مثال مقتبس من العدد الأول من مجلة تحليل السلوك التطبيقي المكان هو أحد صفوف السنة الثالثة الابتدائية بإحدى مدارس المدن ومعظم التلاميذ من المحرومين ثقافيا وموضوع التجربة طفل يدعى روبرت مشتت الذهن ومخل بنظام الصف ولقد بينت الملاحظة الدقيقة أنه كان يدرس حوالي 25% من زمن الدرس ويعمل على تشتيت انتباه زملائه بقية الوقت وهذه الملاحظات الموضوعية لسلوك روبرت غير المألوف تحدد الخط القاعدي لسوكه وواضح أن نجاح أي برنامج في تغيير السلوك يتحدد بملاحظة السلوك قبل البدء في تنفيذ البرنامج وبعده وقد استهدف البرنامج في حالة روبرت تعديل سلوكه الدراسي فكلما درس روبرت اهتمت المعلمة به وشجعته ومدحته وكلما توقف عن الدرس تجاهلته ولم تكن المعلمة تفعل هذا من قبل أن سلوكه المخل بالنظام كان يثير سخطها وغضبها ولقد كان لسلوك المعلم أثره على التلميذ يشبه ما يحدث للفأر في صندوق سكنر حين يكتشف أن الحصول على كريات الطعام مشروط بالضغط على الرافعة ولقد ازداد سلوك روبرت في الدرس من حوالي 25% إلى 75% من وقت الدرس ولقد بدا أن التعزيز كما يتمثل في انتباه المعلمة للتلميذ يضبط سلوكه الدراسي ولاختبار ما إذا كان تزايد سلوك روبرت الدراسي راجع إلى تعزيز المعلمة لهذا السلوك توقفت المعلمة عن الثناء على سلوك روبرت الدراسي في المرحلة التالية من التجربة وعادت إلى معاملته كما تعودت أن تعامله من قبل خلال مرحلة الخط القاعدي فتناقص معدله في الاستذكار والدرس خلال هذه المرحلة حتى ولو لم ينخفض ليعود إلى الخط القاعدي وهذا دليل مقنع بالتأكيد على أن التعزيز الذي توفره المعلمة هو السبب الأصلي لتزايد معدل الدرس كما حدث في المرحلة السابقة .