ومن هنا فإننا ننصح نصيحة أخ مشفق على كل الفتيات وأولياء الأمور أن يراعوا ظروف الشباب وييسروا عليهم تكاليف الزواج ولا يرهقوهم من أمرهم عسرا، حتى يخفف الله عنا هذا البلاء والغلاء ، وترتفع غمة العنوسة التي أصبحت تقلق كل العالم الإسلامي حيث أصبحت النسبة 8:1 الرجال :النساء بمعنى أن لكل رجل من نصيبه ثمان من النساء . فما بالكم لو كان هذا الواحد من الرجال لم يتزوج أيضا نظرا للغلاء في المهور وشروط أولياء الأمور.
وننصح كل الفتيات وأولياء الأمور في ظل هذه الظروف لو جاءهم رجل مقتدر يطلب الزواج من فتياتهم لتكون الثانية والثالثة أو حتى الرابعة طالما هو ملتزم بالشرع ومقتدر ماديا فلا تردوه بل زوجوه واقبلوا التعدد بدلا من العنوسة وتأخر سن الزواج لما فوق الثلاثين أو الأربعين فإن التعدد سنة الله في أرضه وإنقاذا للبشر من هذه الأزمة التي لا حل لها إلا بشرع الله فإن تعدد الزوجات أصبح اليوم ضرورة حياتية لا بد منها فهي الحل الرباني لعناء البشر من العنوسة ورغم أنف الذين يدعون التمدن ويبغونها عوجا يريدون الفحشاء والمنكر ويقلدون الغرب الحائر الذي تنتشر فيه الفحشاء كما تنتشر النار في الهشيم.
ويقول الشيخ ابن عثيمين : (لان يكون للمرأة زوج خير من أن تكون بلا زوج، و لان يكون للمرأة نصف زوج خير من أن تكون بلا زوج، و لان يكون للمرأة ثلث زوج خير من أن تكون بلا زوج، و لان يكون للمرأة ربع زوج خير من أن تكون بلا زوج )
كلام حكيم من رجل عالم متمرس للحياة ، وعالم بحقائق الأمور ومقاديرها.
ولذا فأنصح كل الأخوات بأن يقبلوا التعدد ليكونوا أول من ينجو من العنوسة ،وعليهم أن يسألوا أنفسهم لو كان هذا المتقدم قد توافرت فيه كل الشروط المطلوبة وجاء لهم كأول حالة زواج له هل سيقبلونه؟
فإن كان الجواب: بنعم ، فما الذي يمنع أن يقبلوه وتكون بنتهم الزوجة الثانية أو الثالثة و...
بمعني هل الزواج أصبح اليوم عيبا في الرجل ، إن في اعتقادي ان الرجل المتزوج ذو الأسرة المستقرة الهانئة لهو أكثر قدرة على صيانة ابنتهم والإحسان لها ، والدليل على ذلك هو الحياة الزوجية القائمة التي قاد زمامها بكل جدارة وحكمة ، بشرط أن يكون عادلا وملتزما بشرع الله ظاهرا وباطنا ، ومشهود له بحسن السلوك والعدالة.
فلا تقفوا وراء الشعارات الكاذبة والدعاوي الهابطة فإن الخير كل الخير في الإتباع والشر كل الشر في العصيان ، فتوكلوا علي الله واستخيروا ربكم واقبلوا نصيبكم مما قسمة الله لكم تكونوا اسعد الناس في الدنيا والآخرة