الفصل الرابع و الثلاثون: هل الأطفال يصابون بالمس؟
أخرج البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"إذا كان جنح الليل وأمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم......"
و يستهل المولود صارخا من نخس الشيطان ،فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -" صلى الله عليه وسلم "-قال (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان إلا ابن مريم وأمه ثم قال أبو هريرة:اقرأوا إن شئتم { وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36))متفق عليه .
ويقول الشيخ إبراهيم عبد العليم في كتابه الرد المبين ( الشيطان يستطيع أن يؤذي الطفل ، وعلاج هذه الحالات يكون برقية هذه الأطفال ،فعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعوذ الحسن والحسين ويقول :" إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لآمة " فيقوم الأب أو الأم برقية الطفل بالدعاء الوارد في هذا الحديث ،ومن الممكن أيضا أن يرقي بالفاتحة ،وآية الكرسي ،وآخر آيتين من سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين صباحاً ومساءً.
فلو تكرر بعد ذلك بصورة ملحوظة فيكون تفسير هذا أن أم هذا الطفل متلبس بها جن ،وعن طريق الأم يؤذي الطفل ،وهنا يكون شفاء الطفل متوقف على شفاء أمه " (إبراهيم عبد العليم .الرد المبين صـ154)
قلت :ومما سبق فهو علي الأقل يستطيع أن يؤذي الأطفال ،ولكن فكرة المس هل يقوم بها الشيطان مع الأطفال أم لا؟ نقول أن الشياطين إذا تلبست بالإنسان فإنها، تستفيد من طعامه وشرابه، ولكن في حالة الأطفال الصغار فهذا الأمر غير مجدي معها ولذلك فالجن قادرة على ذلك ولكن لا تفعله. إلا إذا كان الطفل كبيرا فهذا أمر متوقع من الجن وكائن منهم.
الفصل الخامس و الثلاثون: هل يصاب اليهود والنصارى بالمس ؟
قلت : إن هذه القضية وهي قضية المس فقد قمنا بنقل النصوص المؤكدة على دخول الجن في بدن الإنس واليهود والنصارى إنس ، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبى :" إن أقواما يزعمون الجني لا يدخل في بدن الإنس فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه" (الوقاية .وحيد بالي صـ60 )
قال القاضي بدر الدين الشبلى : (قد ورد السمع بسلوكهم – أي الجن - في الإنس)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن بدن المصروع وغيره،ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذبه فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك) (مجموع الفتاوى جـ19 ).
قال الباحثان الشهيران (ريشارد هودسن، وجيمس هايسلوب) في نتائج دراسة قاما بها
إن عددا عديدا من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات ، ليسوا بمصابين بأمراض عقلية ، بل مملوكين لأرواح قد استحوذت عليهم واستخدمتهم ) وهذه بعض النقول الغربية التي توضح أن دلالة الواقع والتجربة العملية تثبت ظاهرة التلبس.(المس الشيطاني وعلاج آثاره د/ محمد المبيض صـ59)
قلت: ومما سبق نؤكد علي شيء مهم وهو أن المس يكون للإنس واليهود والنصارى من الإنس ، وهنا أيضا كلام لأطباء أجانب (ريشارد هودسن، وجيمس هايسلوب) يؤكدون فيه أن عددا من المجانين ، ما هم إلا مملوكين لأرواح قد استحوذت عليهم واستخدمتهم ، وهؤلاء جميعا ليسوا بمسلمين ، وأيضا كثير من المرضي المسلمين يذهبون لطلب العلاج من دور العبادة لغير المسلمين ، فهذا يدل على أنهم يعترفون بهذه الأمور ،وأنها موجودة عندهم ،ولكن أساليبهم في العلاج محرمة وذلك لأنها لا تتوفر فيها شروط صحة الرقية السابقة الذكر .
الفصل السادس و الثلاثون: علامات وجود الجن والشياطين في البيت
قد يقوم أحد الناس ببناء شقة جديدة، أو بيت جديد، ويهجره فترة من الزمن، فإن احتاج أن يسكن في هذا البيت، فقد يظهر له الجن، وقد يسبب له متاعب كثيرة، وقد شوهد ذلك كثيرا.
ولهذا العدوان علامات وظواهر بينة، وأخرى خفية، ومن هذه الظواهر:
1- إطفاء المصابيح الكهربائية، دون اختيار من أفراد الأسرة.
2- سماع أصوات غريبة، كخفيف الأشجار، أو الرعد، وما أشبه ذلك مما يستوحش منه.
3- إصدار أصوات مخيفة ومرعبة كبكاء، أو صراخ، أو أنين، أو ضحك.
4- رمي وتكسير في الأواني المنزلية.
5- تصفيق الأبواب المفتوحة.
6- سرقة بعض الممتلكات التي لم يذكر اسم الله عليها.
7- إشعال النار، وحرق بعض الأشياء الموجودة في الشقة.
8- سماع صوت أحد أفراد الأسرة ينادي، لكنه لا ينادي.
9- يسمع وقع لخطوات ثقيلة، تسير فوق سقف المنزل، أو الغرفة المجاورة.
10 - رؤية قطط كثيرة، أو ثعابين، أو حيوانات مختلفة.
11- رؤية أشباح سوداء، أو رمادية، أو بيضاء، قد تتحول تدريجيا وتتجسد في صورة رجل، أو امرأة، ويكون الشبح غير واضح المعالم.
12- الشعور بضيق وانقباض ،ونفور من المسكن .
13- الشعور بوجود شخص يلازم الإنسان في ذلك المسكن ،وربما يشعر كأن أحدا يسير خلفه ،ثم يلتفت فلا يرى أحدا.
14- كثرة الأحلام المزعجة والكوابيس والفزع عند النوم.
15- الشعور بقشعريرة في جلدة الرأس .
16- الشعور بكثرة ضربات القلب وتتابعها.
17- تخويف الأطفال الصغار ،وإفزاعهم ،والتشكل لهم بأشكال مخيفة.
18- قذف بالحجارة . (معجزة الشفاء بالقرآن .بحيري صـ 456)
قلت:وكيفية طرد الجن والشياطين من البيت، فقد سبق ذكرها في طرد عامر البيت.
الفصل السابع و الثلاثون: متى تكون رؤية الجن والشياطين في البيت تدل على إصابة البيت أو الإنسان
وهذا بحث دقيق حيث نوضح فيه شيء هام وهو أن المصاب بالمس يشتكى أحياناً من رؤية الجن والشياطين في البيت فهل هذه الجن والشياطين في بيته أم في جسمه وكيف نفرق ؟
أولاً: الجن والشياطين في البيت :
الجن والشياطين التي في البيت يراها كل من في البيت ويسمع صوتها وكلامها كل من في البيت، ولو قرأ إنسان آية الكرسي لأختفي الجن والشياطين على الفور ولو صادف المشهد المخيف إعلان الأذان اختفي على الفور أيضا ولو أن إنسان من أهل البيت قرأ سورة البقرة فإن البيت بكاملها لا يشاهد هذه الجن والشياطين لمدة ثلاثة أيام وقد تزيد ولكن لا تنقص أبداً وإذا داوموا على سورة البقرة يومياً ولو حتى على التسجيل فإن الجن والشياطين لا تعود أبداً ولا يراها أحد منهم أبداً .
ثانياً : الجن والشياطين في جسد الإنسان المصاب بالمس :
وهذا الجن والشياطين التي تؤكد على أن الإنسان الذي يراها مصاب فلها مميزات مختلفة وهى أن الإنسان يراها ويسمع صوتها وكل من حوله من الناس لا يشاهدونها ولا يسمعون صوتها مع أنهم يجلسون معه وأنه لو قرأ إنسان سورة البقرة كل يوم فإنه في بداية أيامه يشاهد هذه الجن والشياطين وذلك لأن هذه الجن والشياطين تمثل له الصورة المفزعة وهى متلبسة بالجسد ومع الاستمرار في الدوام على القراءة للسورة تزول هذه الحالة المرضية فهذا يدل على أن الجن متلبس بالجسد وهذا هو الفرق بين الجن والشياطين المخيفة الناتجة عن سكنها في البيت أو سكنها داخل الجسد وهو سورة البقرة فإن الجن لا يستطيع مقاومتها ولا الثبات عند قراءتها داخل البيت فإنه يفر هارباً ثلاثة أيام لا يدخل البيت كما أخبر بذلك النبي –صلى الله عليه وسلم –أما الجن داخل الجسد فإنه يعذب بقراءة سورة البقرة خصوصاً والقرآن عموماً ومع الاستمرار عليها يغادر الجسد تماماً.
الفصل الثامن و الثلاثون : مناقشة الشيخ (أسامة العوضي )في قوله "كثير من الناس لا يفرقون بين اللمسة والمسة"
يقول الشيخ أسامة العوضي في كتابه "المنهج القرآني" : (كثير من الناس لا يفرقون بين اللمسة والمسة ويعدونها شيئا واحد والحقيقة غير ذلك فهناك فرق بين اللمسة والمسة .
اللمسة –هي أن يقوم الجن بلمس المريض فيما يؤذى ويترتب عليه تلف عضو من أعضاء البدن.
كأن يضرب الجن المرأة على فرجها في دورة المياه أثناء الغسل أو على السرير بعد الجماع غيرة منه وحسد كما يترتب على هذا الفعل برود جنسي عند المرأة مثلا ويترتب عليه تمنعها من زوجها وبغض زوجها لها .
أما المس –فهو الذي يتلبسه الشيطان ويدخل بدنه وهو:-
أربعة أنواع: -
1-مس كلى دائم: وهو إذا كان أثره على جميع البدن وهو مستمر.
2-مس كلى عارض : ويسمى طائف وهو غالبا ما يكون في الكوابيس المنامية.
3-مس جزئي دائم: وهو كأن يمسك جزء من البدن (اليد مثلا ) ولا يتركها أبدا.
4-مس جزئي عارض: وهو أن يمسك جزء من البدن مثل اليد لفترة ما.
والجن الذي يصيب الإنسان بواسطة المس هو مدار دراستنا وبحثنا بل يشمل جميع الأنواع إذ أنه إذا ما وجد الشيطان في البدن لأي سبب من سحر أو مس أو اعتداء أو حب فيسمى البدن ممسوسا أو مسكونا أو مقترنا ) "المنهج القرآني"
قلت : وهذا كلام رائع للشيخ / أسامة العوضي ولكن نختلف معه في شيء بسيط وهو قوله
كثير من الناس لا يفرقون بين اللمسة والمسة ويعدونها شيئا واحد والحقيقة غير ذلك فهناك فرق بين اللمسة والمسة ).
بل نقول لا فرق بينهما حيث أنه ثبت في عدة نصوص صحيحة أن الشيطان ينخس الإنسان مثل نخس المولود ،ومن هنا فلم نشاهد أن هذا المولود تضرر من النخس وهو شيء أبلغ وأقوى من اللمسة ولذلك يستهل المولود صارخا من نخس الشيطان ،فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -" صلى الله عليه وسلم "-قال (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان إلا ابن مريم وأمه ثم قال أبو هريرة:اقرأوا إن شئتم { وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36))متفق عليه .
وأيضا شيء آخر وهو كيف نعرف أن هذا المصاب شفي من المس؟الجواب عندما تنتهي الأعراض !!!!
صحيح ومن هنا أليس هذا الشيطان قد كان متلبسا بالجسد وله فترة على ذلك، نعم إذن أين التأثير الذي يوقعه على الجسد بسبب ملامسته له.لا شيء
ومن هنا نقول أن اللمسة و المسة شيئا واحدا خلافا لقول الشيخ.
الفصل التاسع و الثلاثون: ما الفرق بين المس والسحر؟
والجواب:هو أن السحر والمس من الأمراض التي يتعرض لها الإنسان والذي يفرق بينهما هو تصميم الحالة بمعنى أن:-
السحر :يتكون من ثلاث أطراف وهم الجني والمصاب والساحر حيث يسمى الجني هو القائم على تنفيذ العملية والساحر هو مدير عملية السحر والمريض هو الواقع عليه الأذى بسبب السحر ويقوم الجني بتنفيذ أوامر الساحر بمعنى أنه ليس للجني غرض خاص في هذه الحالة .
المس: ويتكون من طرفين الجني والمصاب ويكون الجني قائم بهذه العملية لغرض خاص به إما عشق وهوى وإما انتقام وغير ذلك من الأغراض التي يدخل بها الجني إلى الإنسي والمصاب هو الواقع عليه ضرر المس.
الفصل الأربعون: تلخيص كل ما سبق من أحوال الجن
إن أحلام المصروع تتوقف على سبب المس ،فلو كان المس بسبب العش مثلا ..تجد المصروع غالبا يرى في منامه امرأة تقبله أو تعاشره ،أو تستعرض أمامه ،أو تهديه وردة أو أي هدية.
وإن كان المس بسبب الاعتداء فتجد المصروع يرى حيوانات تطارده ،أو أنه يسقط من مكان مرتفع ،وكوابيس مزعجة جدا.
وإن كان المس بسبب السحر ،فتجد المسحور يرى أحلاما توافق أوامر السحر وبعض من بهم مس ،تستخف بهم الشياطين ،وتستخف بعقولهم، فيرون أحلاما شبه يومية ،منها ما يحزن ،ومنها ما يجعل الإنسان بعد أن يستيقظ ،ويجعله يبحث عمن يجيد تأويل الأحلام ،حتى أن بعض المصروعين تجده يمتلك معظم كتب تفسير الأحلام ،وفي كل ليلة تقريبا يحصل له حلم..فليلة يحلم بأنه يطير ،وليلة يحلم بأنه يسبح في البحر ،وليلة يرى كلابا تطارده .. وغير ذلك من الأحلام أما من به مس فكثيرا ما يرى الثعابين، أو الكلاب، أو الحيوانات المفترسة، وهذا يدل على أن هذا المس ناتج عن كراهية، وعداء من الجن.
أما إذا رأي كلبا يلعب معه، أو الثعبان يداعبه، فإن هذا يدل على أن سبب المس هو العشق من الجن.
وكذلك يستأنس بالأحلام في التشخيص، ومعرفة نوع الجن ذكرا أو أنثى وعدد الجن في الجسد.
وكذلك يمكن معرفة ديانته – أي الجني الصارع – حيث يرى البعض الشيطان في منامه ،وفي رقبته الصليب ، أو على رأسه قبعة اليهود ..وربما يراهم على أشكال الحيات في مقدمة رؤوسهم نفس ذوائب شعر اليهود من البشر ...ويستفاد من الأحلام في معرفة السحر ،وطالب السحر و العائن.
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "لم يبق من النبوة إلا المبشرات "
قالوا: وما المبشرات يا رسول الله ؟
قال:" الرؤيا الصالحة"رواه البخاري.
وفي رواية لأحمد من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما-:" أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له "
(معجزة الشفاء بالقرآن .بحيري صـ 128)